منذ وقت كبير والمدير الفني للمنتخب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري أعلنها صراحة أنه لن يتنازل عن التتويج بكأس العالم 2014 الذي تحتضنه بلاده الصيف المقبل.. "مع كل يوم يمر تزداد قناعتي بأننا سنتوج بالكأس".. تصريحات تعكس ثقة كبيرة من المدرب وهو الأمر الذي لا يأتي من فراغ بسبب إدراكه لحجم الدعم الجنوني الذي سيحظى به الـ"سيلسياو" من جماهيره.
نظرية سكولاري بسيطة وتتلخص في العبارة التالية التي قالها مؤخرا "سنكون دائما 12 لاعبا في الملعب وهذا دائما سيكون أفضل شيء"، في إشارة إلى المساندة الرهيبة التي سيحصل عليها "راقصو السامبا" في البطولة المنتظرة.. ولكن هذه البطولات دائما ما تشهد مفاجآت سواء لأصحاب الضيافة أو المنتخبات الكبيرة، خاصة أن هنالك 31 منتخبا غير البرازيل وكل واحد منهم يرغب في قول كلمته وإعلاء شأنه.
قلق من التنظيم
ولكن بعيدا عن كل التصريحات المتفائلة التي تتعلق بالبطولة على الصعيد الكروي، فإن هناك بعض المشكلات في عملية التنظيم واستعدادات البرازيل للمونديال، لم يتبق الكثير على بداية المونديال الذي سيشهد إقامة 64 مباراة على 12 ملعبا، بعضها سيتم الانتهاء من الأعمال فيه بعد الموعد المحدد، مما يعني أنه سيحدث تأخير في مواعيد تسليمها، ومن ضمنها ملعب المباراة الافتتاحية (آرينا كورينثيانز) في ساو باولو، والذي ستقام أول مباراة رسمية عليه قبل المونديال مطلع الشهر المقبل، بعد الحادث المؤسف الذي وقع فيه خلال نوفمبر الماضي أثناء تركيب أحد القطع المعدنية في سقفه عن طريق رافعة مما تسبب في مصرع اثنين من العمال.
الوضع كان أسوأ في ملعب (بايتشادا) بمدينة كورتيبيا، بسبب التأخير في المشروع وهو الأمر الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى التهديد بحرمان المدينة من الاشتراك في استضافة المونديال.
حاليا تم التأكد من أن كل الملاعب الـ12 التي ستحتضن البطولة سيتم الانتهاء منها، إلا أن الموعد المحدد من قبل (فيفا) سابقا في 31 ديسمبر أصبح بالفعل شيئا من الماضي.
وبالعودة مجددا للصعيد الرياضي، فإن السيلساو بدأ الاستعداد للمونديال بالفوز على جنوب أفريقيا وديا في الخامس من الشهر الجاري في جوهانسبرج، وتتبقى له وديتان في يونيو مع العلم بأنه يحتل حاليا المركز التاسع في الترتيب العالمي على الرغم من فوزه بكأس القارات العام الماضي.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن قائمة الـ23 الذين سيشاركون في الدفاع عن حلم المونديال في مايو المقبل، حيث تشير التوقعات إلى أن أسماء نجوم كبار مثل كاكا ورونالدينيو وروبينيو ستغيب بشكل شبه مؤكد عن القائمة.
ولكن هناك أسماء أخرى معروفة مثل نيمار الذي انتقل لبرشلونة الإسباني مطلع هذا الموسم وظهرت حقائق جديدة حول قيمة صفقته مؤخرا بشكل أثار قدرا كبيرا من الجدل، إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على عشق جماهير النادي الكتالوني و"السيليساو" له.
عملية بيع التذاكر تسير بصورة جيدة حيث أن 57% من التذاكر التي بيعت حتى الآن كانت من نصيب البرازيليين، في الوقت الذي ينتظر أن يستقبل فيه البلد اللاتيني خلال المونديال ما يقرب من 600 ألف مشجع أجنبي.
ثقة ديلما روسيف
وعلى الصعيد الأمني تقول الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف التي أطلقت على البطولة التي ستحتضنها بلادها (مونديال المونديالات) "نحن على أتم الاستعداد لضمان أمن وسلامة الجميع"، حيث سيعمل ما يقرب من 150 ألف شرطي وجندي بجانب 20 ألف فرد أمن خاص بكل أنحاء البلاد أثناء البطولة.
وتحول الجانب الأمني إلى صداع في رأس السلطات البرازيلية مؤخرا تخوفا من تكرار الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها بطولة كأس القارات الصيف الماضي للمطالبة بتحسين الخدمات الاجتماعية وظهرت مجددا على الساحة هذا العام بعد أن تطورت المطالب وشملت انتقادات بسبب ارتفاع تكلفة المونديال ودورة الألعاب الأوليمبية المقرر أن تحتضنها ريو دي جانيرو في 2016.
وتجري هذه المظاهرات تحت شعار (لن يوجد مونديال) إلا أن الخوف الأكبر يكمن في إمكانية تكرار تدخل جماعة الـ(بلاك بلوك) بها كما سبق وحدث أثناء وبعد كأس القارات، حيث أن أغلب المظاهرات لا تخلو من مشاجرات وأحداث شغب ومواجهات مع الشرطة، إلا أن العد التنازلي للبطولة ما زال مستمرا وسط توقعات كبيرة لمعرفة ما الذي سيحدث.
تعليقات
إرسال تعليق