ثمرات بر الوالدين
إن شأن الوالدين عظيم، فمهما اجتهد الإنسان في برهما فلن يبلغ جزاءهما، فبر الوالدين وصية الله للإنسان) وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ] {لقمان:14 (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا] {الأحقاف:15}[وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا] {العنكبوت:8} فبر الوالدين قرنه الله بأعظم وأول واجب على المكلف
)وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ] {البقرة:83} ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ) [الإسراء:22-]
عباد الله : إن بر الوالدين يعتبر من أحب الأعمال إلى الله وأفضلها بعد الصلاة ، سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أحب إلى الله؟! قال: "الصلاة على وقتها"، قيل: ثم أي؟! قال: "بر الوالدين"، قيل: ثم أي؟! قال: "الجهاد في سبيل الله". رواه البخاري ومسلم
بل ان بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام؛ مما يدل على عظيم حق الوالدين؛ ليعرف المسلمون فضل والديهم وقدرهما، ولهذا جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستأذنه في الجهاد فقال: "أحي والدك؟!"، قال: نعم قال: "ففيهما فجاهد".( متفق عليه )
إن بر الوالدين يكون ببذل المعروف والإحسان إليهما بالقول والفعل والمال؛ بأن تخاطبهما باللين واللطف،و تخدمهما ببدنك ما استطعت من قضاء حوائجهما ، وأن تبذل لهما من مالك كل ما يحتاجون إليه، طيبة به نفسك، منشرحًا به صدرك،
وقد أوصى الله تعالى بصحبة المعروف للوالدين في الدنيا وإن كانا كافرين، بل وإن كانا يأمران ولدهما المسلم أن يكفر بالله، لكن لا يطيعهما في الكفر؛ فقال تعالى[وَإِنْ جَاهَدَاكَ –أي بذلا جهدهما- عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] {لقمان:15}
وفي الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: قدمت عليَّ أمي وهي مشركة، وكان أبو بكر قد طلقها في الجاهلية، فقدمت على ابنتها أسماء في المدينة بعد صلح الحديبية، قالت أسماء: فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله: قدمت علي أمي وهي راغبة -أي
راغبة في أن تصلها ابنتها أسماء بشيء-، أفأصل أمي يا رسول الله؟! قال: "نعم، صلي أمك".
عباد الله : إن بر الوالدين كما يكون في حياتهما يكون أيضًا بعد مماتهما؛ عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي . رواه مسلم .
بر الوالدين من صفات الأنبياء؛ فهذا عيسى -عليه السلام- قال عن نفسه: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [مريم:32]، وأثنى الله على يحيا بن زكريا -عليهما السلام- فقال: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) [مريم:14]، وهذا إسماعيل -عليه السلام- وما كان من شأنه مع أبيه في قصة الذبح: (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ) [الصافات:102
بل انظر إلى شيخ الأنبياء وأبيهم خليل الرحمن في قصته مع أبيه آزر عابد الأوثان، وكيف خاطبه بأرق عبارة تفيض برًا وإحسانًا (إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِ) مريم:42-45].
وهذا سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم- كان من خبره ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: زار النبي –صلى الله عليه وسلم- قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يُؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي".
عباد الله : هذا حال الانبياء اما عن حال السلف لما علموا بعظم حق الوالدين، قاموا به حق قيام، وسطروا لنا صفحات مشرقة من البر . كان أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيراً، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك.
وهذا محمد بن سيرين الإمام التابعي رحمه الله كان إذا كلم أمه كأنه يتضرع، وقال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: "ما شأن محمد؟! أيشتكي شيئًا؟! قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه".
وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين -رضي الله عنهم- كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها".
وهذا حيوة بن شريح -وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين- يقعد في حلقته يعلّم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: "قم -يا حيوة- فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم". وهل أتاكم نبأ أويس بن عامر القرني؟! ذاك رجل أنبأ النبي –صلى الله عليه وسلم- بظهوره،كان له والدةٌ هو بارٌ بها، لو أقسم على الله لأبرّه.
من أجل ذلك -يا عباد الله- كان للسلف الصالح مقامات في البر، وصفحات في الإحسان، لا يتسع لذكرها الزمان لما علموا عظم حق الوالدين فقاموا به حق القيام، هذه بعض نماذج بر السلف لآبائهم وأمهاتهم،
عباد الله : اما اذا نظرنا في واقعنا اليوم فأننا نجد العار والشنار والويل والثبور أن يفجأ الوالدان بالتنكر للجميل شبابنا اليوم يقصرون في بر آبائهم وأمهاتهم، وربما عق أحدهم والديه من أجل إرضاء صديق له، أو أبكى والديه وأغضبهما من أجل زوجتة. ان هذا المخذول قد تناسى ضعفه وطفولته، وأعجب بشبابه وفتوته، وغره تعليمه وثقافته، وترفع بجاهه ومرتبته، يؤذيهما بالتأفف والتبرم، ويجاهرهما بالسوء وفحش القول ، بل ربما لطم بكف أو رفس برجل وربما يتفل في وجههما يريدان حياته، ويتمنى موتهما ، هل حينما كبرا فاحتاجا إليك جعلتهما أهون الأشياء عليك؟! قد عممت غيرهما بالإحسان، وقابلت جميلهما بالنسيان. أما علمت أن من بر بوالديه بر به بنوه، ومن عقهما عقوه، ولسوف تكون محتاجاً إلى بر أبنائك، وسوف يفعلون معك كما فعلت مع والديك، وكما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل. يقول عليه الصلاة والسلام (ما من ذنب أجدر أن تعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم( صحيح الالباني )
وإن أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين، بهذا صح الخبر عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى اله عليه وسلم (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن الخمر والمنان (صحيح الألباني)
انظروا الى دور العجزة وانظرو الى المحاكم كم فيها قضايا ترفع من الاباء لتحصيل النفقة من ابنائهم ، وهناك من لا يعرف والدية الا بعد وفاتهما بل ويقف أول المسقبلين للمعزيين ،
إن انتشار مثل هذه الجرائم المستبشعة ليس في الإسلام فحسب بل في عرف جميع بني آدم، إن انتشارها نذير شؤم وعلامة خذلان للأمة، اما سبب انتشار أمثال هذه الجرائم؟! انه ضعف الإيمان ، إذ لا يجرؤ على هذا الأمر إلا من ضعف إيمانه وخوفه من الله، ومن الأسباب كذلك انتشار الفساد والأفلام الهدامة التي تفسد الشباب والبنات، وتجرئهم على الآباء والأمهات، ولا ننسى كذلك سوء التربية أصلاً من الوالدين،. عباد الله : هذا جزْءٌ من واقِعِنا، ولكنَّه ليس من دينِنَا، فنحْنُ أُمِرْنا بِبِرِّ الوالديْن .
ومن ثمرات بر الوالدين بسط الدنيا وطول العمر، وسعة الرزق وحسن الخاتمة والثواب الجزيل في الآخرة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه ( حسن لغيره )
وإن في بر الوالدين تفريجًا للكربات؛ ففي الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانطبقت عليهم صخرة فسدته عليهم، فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم ،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه . قيل من يا رسول الله ؟ قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة . وراه مسلم
إن انتشار مثل هذه الجرائم المستبشعة ليس في الإسلام فحسب بل في عرف جميع بني آدم، إن انتشارها نذير شؤم وعلامة خذلان للأمة، اما سبب انتشار أمثال هذه الجرائم؟! انه ضعف الإيمان ، إذ لا يجرؤ على هذا الأمر إلا من ضعف إيمانه وخوفه من الله، ومن الأسباب كذلك انتشار الفساد والأفلام الهدامة التي تفسد الشباب والبنات، وتجرئهم على الآباء والأمهات، ولا ننسى كذلك سوء التربية أصلاً من الوالدين،. عباد الله : هذا جزْءٌ من واقِعِنا، ولكنَّه ليس من دينِنَا، فنحْنُ أُمِرْنا بِبِرِّ الوالديْن .
ومن ثمرات بر الوالدين بسط الدنيا وطول العمر، وسعة الرزق وحسن الخاتمة والثواب الجزيل في الآخرة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه ( حسن لغيره )
وإن في بر الوالدين تفريجًا للكربات؛ ففي الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانطبقت عليهم صخرة فسدته عليهم، فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم ،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه . قيل من يا رسول الله ؟ قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة . وراه مسلم
تعليقات
إرسال تعليق