1.الاحْتِفَاءُ بِالحَجَرِ الأسْوَدِ مِنَ السُّـنَّـة
عن سويد بن غفلة قال : رأيت عمر قبَّل الحَجَرَ وَاِلْتَزَمَهُ وقال : رأيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًا 0 ( رواه مسلم )
قال العلماء : حَفِيًا أي: مُعْتنيا ، والمعنى : مُعْتنيا بشأنك بالتَّقْبِيلِ والمَسْحِ ، والمقصود إسماع الحاضرين ليعلموا أن الغرض من الاحتفاء بالحجر الأسـود هو : الإتِّباَعُ ، لا تعظيم الحجر ، فالمطلوب تعظيم أمْرَ الربِّ عزّ وجلّ وإتباع سُـنَّة نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم 0
2.مِنَ الجنَّة
عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الحَجَرُ الأسْوَد مِنَ الجنَّة " 0 ( صححه الألباني )
*** عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : " اَلْحَجَرُ الأسْوَدِ مِنْ حِجَارَةِ الجنَّة "( صححه الألباني )
3.مَسْحُ اَلْرُّكْنِ والحَجَرِ يَمْحُو اَلْخَطايَا
عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ اليماني والرُّكُنِ الأسود يَحُطُّ الخَطَايَا حَطًا"0 ( صححه الألباني )
4.اِحْذَرِ الذنوب فهي تُسوِّد القلب
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نَزَلَ الحَجَرُ الأسْوَدِ مِنَ الجنَّة وهو أشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اَلْلَبَنِ فَسَوَدَتْهُ خَطَايَا بني آدم " ( صححه الألباني )
فائدة هامة : قال الإمام الطبري : في بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة ، فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصَّلد فتأثيرها في القلب أشدّ 0
وقال العلماء : الحديث يراد به المبالغة في تعظيم شأن الحجر ، وتفظيع أمر الخطايا والذنوب
5.استلامهما يَحُطُّ الخَطَايَا
عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه سمع أباه يقول لابن عمر مَا لِيَ لاَ أرَاكَ تَسْتَلِمُ إلاَّ هذين الرُّكْنَيْنِ : الحَجَرُ الأسْوَدُ والرُّكْنُ اليَمَانِي ، فقال ابن عمر : إنْ أفْعَل فَقَدْ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنَّ اِسْتلاَمَهُمَا يَحُطُّ الخَطَايَا "0 ( صححه الألباني )
و " يَحُطَّ الخطايا " أي : يَمْحُوهَا 0
6.مَسْحُهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا
عن ابن عبيد بن عمير قال : أنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَارَأيْتُ أحَدًا مِنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ فَقُلْتُ : يَا أبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأيْتُ أحَدًا مِنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُزَاحِمُ عَلَيْهِ فَقَالَ : إنْ أفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا " وَسَمِعْتهُ يَقُولُ : " مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أسْبُوعًا فَأحْصَاهُ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ " وَسَمِعْتهُ يَقُولُ : " لاَ يَضَعُ قَدَمًا وَلاَ يَرْفَعُ أخْرَى إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً" ( صححه الألباني ) الرُّكْنَيْنِ أي: الحجر الأسود والرُّكن اليماني 0 قال العلماء : ( زِحَامًا ) أي ازدحام لا يحصل فيه أذى للناس 0
7.الحَجَرُ الأسْوَدُ يَشْهَدُ لِمَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍ
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : " لَيَبْعَثنَّ الله هذا الرُّكْنُ يَوَمَ القِيَامَةِ ، لَهُ عَيْنَان يُبْصِرُ بِِهِمَا ، ولِسَاناً يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ على مَنْ اِسْتَلَمَهُ بِحَقٍ " ( صححه الألباني )
" الرُّكْنُ " أي : الحجر الأسود ، و" استلمه بحق " أي : لم يُؤْذِ أحداً من النَّاس حتى يصل إليه 0
8.اِحْرِص عَلَى اِسْتَلاَمَهُمَا
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ما تَرَكْتُ اِسْتَلاَمَ هذين الرُّكْنَيْنِ : اليماني والحَجَر ، مُذْ رَأيْتُ رسـول الله صلى الله عليه وسلم يَسْتلِمْهُمَـا في شِدَّةِ ولا رَخَاءٍ 0 ( رواه مسلم )
فائدة : قال الإمام النووي : اعلم أن للبيت أربعة أركان : الركن الأسود ، والركن اليماني ، ويقال لهما اليمانيان ، وأما الركنان الآخران فيقال لهما : الشاميان ، فالركن الأسود فيه : فضيلتان ، إحداهما : كونه على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، والثانية كونه فيه الحجر الأسود ، وأما اليماني ففيه فضيلة واحدة وهي كونه على قواعد إبراهيم ، وأما الركنان الآخران فليس فيهما شيء من هاتين الفضيلتين ، فلهذا خصِّ الحجر الأسود بشيئين : الاستلام والتقبيل للفضيلتين ، وأما اليماني فيستلمه ولا يقبله ؛ لأن فيه فضيلة واحدة ، وأما الركنان الآخران فلا يُقَبْلاَنِ ولا يُسُتَلَمَانِ 0
9.الله عَزَّ وَجَلَّ هُوَ النَّافِعُ والضَّارُ
عن عمر رضي الله عنه : أنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأسْوَدِ فَقَبَّلَهُ فَقَالَ : إِنِّي أعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ وَلَوْلاَ أنِّي رَأيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ 0 ( رواه البخاري )
قال الإمام ابن حجر في فتح الباري بشرح صحيح البخاري : في قول عمر رضي الله عنه هذا : التسليم للشارع في أمور الدين ، وحُسْن الإتباع فيما لم يُكْشَف عن معانيه ، وهو قاعدة عظيمة في إتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعله ولو لم يَعْلم الحكمة فيه ، وفيه دفع ما وقع لبعض الجُهال من أن في الحجر الأسود خاصة ترجع إلى ذاته
10.تَحَمَّلِ المَشَّقَةِ واحْرِص عَلَى اسْتَلاَمَهُمَا في كُلِّ طَوْفَةٍ
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسـول الله صلى الله عليه وسلم لاَ يَدَعُ أن يَسْتَلِمَ الرُّكْنَ اليماني والحَجَرَ في كُلِّ طَوْفَةٍ ( صححه الألباني )
11.اِنْتَبِهْ واِحْذَرْ : لاَ تُؤْذِي مُسْلِماً عِنْدَ الحَجَرِ الأسْوَدِ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ لهذا الحَجَرِ لِسَانًا وشَفَتَيْنِ يَشْهَدُ لِمَنْ اسْتَلَمَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِحَقٍ " ( صححه الألباني ) اسْتَلَمَهُ بِحَقٍ أي : لم يُؤْذِ أحداً من المسلمين حتى يَصِلَ إليه
12.أعْظَمُ مِنْ أبي قُبَيْسِ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَأتِي الرُّكْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أعْظَمَ مِنْ أبِي قُبَيْسٍ لَهُ لِسَانٌ وَشَفَتَانِ " ( صححه الألباني )
" أبي قُبَيْس " هو : اسم للجبل المجاور للكعبة ، و" الرُّكن " هو : الركن الأسود أو الحجر الأسود 0
والمراد من الحديث الشريف بيان عِظَم مكانة الحجر الأسود ، وأنه يشهد لمن استلمه يوم القيامة0
13.لاَ تُزَاحِمَ وتُؤْذِي غَيْرَكَ
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ يَا عُمَرُ إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ لاَ تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ فَتُؤْذِيَ الضَّعِيفَ ، إِنْ وَجَدْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ ، وَإِلاَّ فَاسْتَقْبِلْهُ فَهَلِّلْ وَكَبِّرْ " ( صححه الألباني )
14.اِحْرِصْ عَلَى أنْ يَشْهَدَ لَكَ الحَجَرَ الأَسْوَدُ بِحَقٍ
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : " لَيَأتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ عَلَى مَنْ يَسْتَلِمُهُ بِحَقٍّ " ( صححه الألباني )
قال العلماء : استلامه بحق هو طاعة الله وإتباع سنَّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، لا تعظيم الحجر نفسه ، ويدخل في استلام الحجر الأسود بحق : عدم إيذاء المسلمين وإضرارهم
15.رَغْمَ الزِحَامِ ، اِحِرِصْ عَلَى اِسْتَلاَمِ وتَقْبِيلِ الحَجَرِ الأسْوَدِ
عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ : سَألَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ اسْتِلاَمِ الْحَجَرِ فَقَالَ: رَأيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ ، قَالَ قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ زُحِمْتُ ؟ أرَأَيْتَ إِنْ غُلِبْتُ قَالَ : اجْعَلْ أرَأيْتَ بِالْيَمَنِ ، رَأيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ 0
( رواه البخاري )
المُلْتَزَمْ
16.مَا هُوَ المُلْتَزَمْ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : المُلْتَزَمْ ما بين الرُّكْنِ والباب 0
الرُّكْنُ أي : الحجر الأسود ، والباب أي : باب الكعبة المشرفة 0
17.مِنَ السُّـنَّة
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَلْزِق وجْهَهُ وصَدْرَهُ بالمُلْتَزَمِ0 ( صححه الألباني )
18.وضع الصَّدْرِ واليَدَيْن والخَدِّ على المُلْتَزَمِ
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: طُفْتُ مع عبد الله بن عمرو فَلَمَا فَرَغْنَا مِنَ السَّبْعِ رَكَعْنَا في دُبُر الكعبة فقلت : ألا نَتَعَوْذُ بالله من النَّار؟ قال: أعوذ بالله من النَّار، قال: ثُمَّ مَضَى فاستلم الرُّكْنَ، ثم قام بين الحَجَرِ والبَّاب فألصق صَدْرَهُ ويَدَيْهِ وخَدَّهُ إليه، ثم قال: هَكَذَا رَأيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ 0 ( رواه ابن ماجه )
حتى استلم الحَجَر: أي لمسه وتناوله 0
بين الحَجَر والبَّابِ: أي عند المُلْتَزَمِ ، وسمي بذلك لأن الناس يَلْتَزِمُونَهُ 0
وفي الحديث استحباب وضع الصَّدْرِ اليَدَيْن والخَدِّ على المُلْتَزَمِ 0
19.أكْثِرْ مِنَ الدُعَاءِ عِنْدَ المُلْتَزَم
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يَلْتَزِمُ ما بين الرُّكْن والبَابِ ، وكان يقول : ما بين الرُّكْن والبَابِ يُدْعَى المُلْتَزَمِ ، لا يَلْزَمَ ما بينهما أحدٌ يَسْألُ الله عزَّ وجلَّ شَيْئاً إلاَّ أعْطَاهُ إيَّاه 0 (ضعفة الألباني )
** والدعاء مطلوب في كل وقت وكل ساعة والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق