القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل مسجد قباء

فضل مسجد قباء

هو ثاني المسجدين اللذان لهما فضل وشأن في المدينة ، وقد أسس على التقوى من أول يوم ، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله وقوله ما يدل على فضل الصلاة في مسجد قباء
1.مِنَ السُّـنَّةِ زِيَارَةُ مَسْجِدِ قِبَاء والصَّلاَةُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ :ـ عن ‏ابن عمر رضي الله عنهما ‏قال : ‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍكل سبت  رَاكِبًا وَمَاشِيًا فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ . ( رواه مسلم )
         قال العلماء : في الحديث بيان فضل مسجد قِبَاء والصلاة فيه ، وفضيلة زيارته، وأنه تجوز زيارته راكباً وماشياً
2.كَأجْرِ عُمْرَةٍ :ـ عن سهل بن حنيف رضي الله عنه : قال رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم : "من تَطَّهَرَ في بيته ، ثُمَّ أتى‏‏ مَسْجِدَ قِبَاء ‏ ‏فَصَلَى فيه صَلاَةً ، كان لَهُ كَأجْرِ عُمْرَةٍ "0 ( رواه ابن ماجة )
3.صَلاَةٌ بِثَوَابِ عُمْرَةٍ :ـ عن أسيد بن ظهير الأنصاري ‏رضي الله عنه : عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال : "‏ ‏الصَّلاَةُ فِيِ ‏مَسْجِدِ قِبَاء ‏كعُمْرَة "0 ( رواه الترمذي )
‏          قال العلماء : أي ألصَّلاة الواحدة فيها يَعْدِلُ ثوابُها ثَوابَ عُمْرَةٍ .
4.مَدْحٌ وثَنَاءٌ مِنَ الله تعالى لأهْلِ مَسْجِدِ قُبَاء :ـ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَتْ فِي أهْلِ قُبَاءَ ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ قَالَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةُ"0 ( رواه ابن ماجة )
قال العلماء: المدح والثنَّاء في الآية الكريمة وإن كان نزل في أهل مسجد قباء، إلا أن الشَّرف والفضيلة تلحق كل مسلم ومسلمة يَفْعَلُ كَفِعْلِهِمُ في الطَّهارة، وهو: الوضوء للصَّلاة، والغُسْلُ من الجَنَابَة، والاستنجاء بالماء بعد قضاء الحاجة، كما ورد في الحديث عن أبي أيوب الأنصارِي وجابِر بن عبدِ اللَّهِ وأنس بن مالِكٍ رضي الله تعالى عنهم أجمعين أنَّ هذِهِ الآيةَ نزلت ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الأنْصَارِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ فَمَا طُهُورُكُمْ ؟" قَالُوا: نَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ وَنَغْتَسِلُ مِنْ الْجَنَابَةِ وَنَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ، قَالَ: " فَهُوَ ذَاكَ فَعَلَيْكُمُوهُ "0 (صحيح الألباني )
" فَعَلَيْكُمُوهُ " أي: الزمو أنتم وكافة المسلمين الطَّهارة التي ترضي الربِّ سبحانه وتعالى ويُثيب عليها الأجر الجزيل
(  وعن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ما شيا وراكبا فيصلي فيه ركعتين ) ( متفق عليه )
مسجد قباء:
إن منطقة قباء هي أول منطقة سكن فيها المهاجرون بعد قدومهم من مكة المكرمة وذلك بعد انتشار الإسلام في المدينة بعد بيعتي العقبة ودعوة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم للهجرة إليهم وتعهدهم بحمايته بما يحمون به نساءهم وأبناءهم، فعند ذلك بدأ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يهاجرون إلى المدينة وكان من أولهم خروجاً إليها عبد الله بن أم مكتوم رضي اللَّه وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي رضي الله عنه وقيل إنه أول من يأخذ كتابه بيمينه وبالعكس أخوه الأسود بن عبد الأسد فإنه قيل إنه أول من يأخذ كتابه بشماله.
وأبو سلمة هذا كان زوجاً لأم المؤمنين أم سلمة قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولما أراد الخروج مهاجراً منع المشركون زوجته من الخروج معه ولم تخرج إلا بعد ذلك بمدة وبعد جدال بين المشركين أنفسهم ، وقدم أبو سلمة المدينة بكرة وقدم عامر بن ربيعة عشيًّا ثم بعد هؤلاء توجه مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة موفداً إليها ليعلم الأنصار أمور الدين إذ كرهوا أن يكون إمامهم ومفقههم منهم كما طلبوا ذلك من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم تتابعت هجرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم حتى لم يبق من أعيانهم مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلا أبو بكر وعلي رضي الله عنهما.
وكان من هاجر من المسلمين يستقر بقباء عند بني عمرو بن عوف واتخذوا مكاناً يصلون فيه بإمامه مصعب بن عمير رضي الله عنه فكان ذلك مكان مسجد قباء فيما بعد حين هاجر المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم إلى المدينة ونزل بقباء على كلثوم بن الهدم بعد أن استقبله الأنصار مدججين بالسلاح وبعد أن تفاءل باسم أبي بردة الأسلمي وباسم عشيرته
وأسلم أبو بردة هذا وآمن معه قومه بنو سهم وأعطى عمامته للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ليجعلها على رأس عصا واتخذها أول لواء له صلى الله تعالى عليه وسلم.
ونزل صلى الله عليه وسلم حين قدم تحت ظل نخلة غربي مكان مسجد قباء فلم يميز الأنصار رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من الصديق لأنهم لم يروه من قبل حتى لحقته الشمس فقام الصديق يظلله بردائه فعرف الأنصار حينئذ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من الصديق، وقام ببناء مسجد قباء (أول مسجد أسس على التقوى) وهو أول مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الجماعة جهراً وكانت قبلته إلى بيت المقدس ، وقد حمل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الحجارة بنفسه في بناء هذا المسجد ، وإذا أراد أحد أصحابه أن يأخذ عنه الحجر قال خذ حجراً غيره، فوضع قبلته وجبريل يريه القبلة المشرفة،
وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين.




تعليقات